إيميليو كالكانيو: الراقصون التونسيون أكثر حرية وانفتاحا من الأوروبيين
بحضور جماهيري غفير من عشاق الرقص والموسيقى الأوبرالية، احتضن مهرجان الحمامات الدولي في دورته الثامنة والخمسين، مساء الثلاثاء 30 جويلية 2024، عرض "الفصول الأربعة" أو "عرس الذيب" للكوريغراف الإيطالي إميليو كالكانيو.
عرض انسجمت فيه أجساد راقصي باليه أوبرا تونس مع موسيقى الأوركسترا السيمفونية بقيادة عازف الكمنجة مهدي ذاكر، لتنتج لوحات تغوص في تناقضات الحياة اليومية للتونسيين متأثرة بتقلب الفصول الأربع.
من قسوة الشتاء وبرده القارص، إلى سحر الصيف وحرارته الحارقة، مرورا بتقلبات الخريف الحزين وبهجة الربيع البديع، تواترت حركات الراقصين في انسجام تام وتناغم مع مزيج موسيقى "فيفالدي" بموسيقى التكنو.
واعتبر الكوريغراف الإيطالي ايميليو كالكانيو في تصريح لموزاييك، أن "الصعود على مسرح الحمامات تجربة فريدة من نوعها، كونه يتميز بتصميم استثنائي يميزه عن بقية المسارح المفتوحة التي سبق له اعتلائها في مختلف دول العالم"، مضيفا أنّ الواجهة البحرية للمسرح من جهة وصوت الأمواج من جهة أخرى ترجما تقلبات "الفصول الأربع" وتحولا إلى جزء من السينوغرافيا مما أضفى سحرا على العمل، وفق تصريحه.
في سياق متصل، تحدث ايميليو كالكانيو لموازييك عن تعاونه مع راقصين تونسيين، مشيدا بعفويتهم وحريتهم المثيرة للإهتمام وانفتاحهم على كلّ الملاحظات والتصورات، وهو ما يميّزهم عن الراقصين الأوروبيين، حسب رأيه.
ورحّب ايميليو كالكانيو ببرمجة عرض "الفصول الأربع" في مختلف الجهات والمسارح التونسية، نافيا أن يكون "العرض نخبويا أو مقتصرا على فئة معينة من الجمهور".
وأضاف كالكانيو في تصريح لموزاييك، "أتمنى أن نجوب كل القرى التونسية والعرض قادر على التكيف مع كل المناطق من الشمال إلى الجنوب.. قوتنا تكمن في قدرتنا على اقتباس لوحات وعرضها حتى في الأماكن التي لا تنتشر فيها ثقافة الرقص وارتياد العروض الكوريغرافية "، وفق تصريحه.
وفي السياق نفسه، أفاد الكوريغراف الإيطالي ايميليو كالكانيو بأن المتفرج على عرض "الفصول الأربع" ليس في حاجة إلى أن يكون خبيرا في الرقص حتى يتأثر، فالعرض على حد تعبيره "يتألف من لوحات كوريغرافيا تروي فكرة، قابلة للتأويل وفق خيال المتلقي ومن منظروه الخاص".
ختاما، أكّد ايميليو كالكانيو لموازييك، على خصوصية الرابط الذي يجمعه بتونس كونه "إيطالي أصيل صقلية التي تقع أمام تونس على الجانب الآخر من المتوسط مما يشعره بأنه في وطنه" كون الثقافتين متقاربتين بشكل كبير، على حد تعبيره.
حبيبة العبيدي